Tuesday, 5 January 2010

المباديء الاساسية لحركة فتح

المادة الاولى : فلسطين جزء من الوطن العربي والشعب الفلسطيني جزء من الامة العربي وكفاحه جزء من كفاحها

المادة الثانية : الشعب الفلسطيني ذو شخصية مستقلة وصاحب الحق في تقرير مصيره وله السيادة المطلقة على جميع ارضه المادة

الثالثة : الثورة الفلسطينية طليعة الامة العربي في معركة تحرير فلسطين

المادة الرابعة : نضال الشعب الفلسطيني جزء من النضال المشترك لشعوب العالم ضد الصهيونية والاستعمار والامبريالية العالمية

المادة الخامسة : معركة تحرير فلسطين واجب قومي تسهم فيه الامة العربية بكافة امكانياتها المادية والمعنوية

المادة السادسة : المشاريع والاتفاقيات والقرارات التي تصدر او صدرت عن هيئة الامم المتحدة او مجموعة من الدول او اي دولة منفردة بشان القضية الفلسطينية والتي تهدد حق الشعب الفلسطيني في وطنه باطلة ومرفوضة

المادة السابعة : الصهونية حركة عنصرية استعمارية عدوانية في الفكر والاهداف والتنظيم والاسلوب

المادة الثامنة : الوجود الاسرائيلي في فلسطين هو غزو صهيوني وقاعدته استعمارية وتوسعية وحليف طبيعي للاستعمار والامبريالية العالمية

المادة التاسعة : حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" حركة وطنية ثورية مستقلة وهي تمثل الطليعة الثورية للشعب الفلسطيني

فتح ديمومة الثورة................... والعاصفة شعلة الكفاح المسلح

اطلالة عامة على المشروع الامريكي

في اعقاب نهاية الحرب الباردة التي شهدها العالم بين القوتين الاعظم ( التكتل الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي والتكتل الراسمالي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ) في اواخر ثمانينات القرن الماضي والتي امتدت نحو نصف قرن , والتي كان ابرزها يتمثل بسباق التسلح بين القطبين والسباق الاستخباراتي واللوجستي , الامر الذي ادى الى انهيار المنظومة الاقتصادية للكتلة الشرقية , واعلان نهاية هذه الحرب من قبل القيادة السوفيتية تحت شعار ( ضرورة اعادة البناء - البروسترويكا ) , اصبحت الولايات المتحدة قوة تبحث عن هدف جديد.لما كانت الاطماع الامريكية الهادفة الى السيطرة على العالم كقطب اوحد دائم . ولما كانت تعلم ان السيطرة على العالم بالضرورة السيطرة على بوابة الشرق الاوسط من خلال السيطرة على خيراته ومقدراته ( الطاقة , الايدي العاملة الرخيصة , الاسواق الاستهلاكية ) بالاضافة الى ممراته ومضائقه البرية والبحرية والجوية التي تتحكم بحركة النقل على مستوى العالم . فقد سارعت هذه القوة بالاعلان ان هدفها القادم هو الاصولية الاسلامية .وضعت امريكا لتحقيق هذه الغاية عدد من البرامج والاليات المتتالية وسارعت الى التنفيذ حيث تم استقطاب عدد جديد من دول اوروبا الشرقية المنفكة عن الاتحاد السوفييتي السابق ليكونوا اعضاء في الحلف الاطلسي . وهذا يعني اقتراب الناتو من ابواب الشرق الاوسط , ثم كان ايجاد القواعد الامريكية في قلب المنظومة العربية من خلال سيناريو تحرير الكويت من ايدي القوات العراقية عام 1991 , ومن ثم تفكيك الاتحاد اليوغسلافي الى سبع جمهوريات متنازعة , واقامة قواعد الاطلسي على الاراضي اليوغسلافية ضمن مشروع ( قانون الحماية ) , ثم انزال القوات الاطلسية في قلب اسيا الوسطى ( افغانستان ) لتفتيت اي حلف قد ينشاء بديلا عن الاتحاد السوفييتي , وكرأس جسر يمكن من تعبئة الفراغ خلفه في المراحل اللاحقة ومن ثم احتلال العراق وتفتيته واقامة قواعد عسكرية امريكية الاكبر في قلب الشرق الاسوط على الاراضي العراقية ( ضمن اتفاقية الحماية الامنية ) .ترافق ذلك مع مشروع اعلامي متزامن معه عملت الولايات المتحدة الامريكية من خلاله على تهيئة الامة العربية والاسلامية تقافيا واعلاميا لتسهيل تمرير مشروعها وتحقيق اهدافها فاستبدلت تسمية الوطن العربي باسم ( الشرق الاوسط ) وبذلك تصبح تركيا وايران واسرائيل جزء من الجغرافيا العربية ويمكن قبولهم في اللوحة العربية كما تعزل هذه التسمية المشرق العربي عن المغرب العربي , وبعد ذلك طورت الادارة الامريكية هذا الاسم الى ( شرق اوسط جديد ) بمعنى تغيير الثقافة العربية وطمس حضارة العرب , وادخال ثقافة العولمة والمدنية الغربية مكان ثقافة المنطقة مما يعني فصل العرب عن تاريخهم , واسقاط هويتهم وتذويب شخصيتهم , ولتسهيل قبول اي تغييرات قادمة .اخيرا طورت الادارة الامريكية هذا الاسم ليصبح ( شرق اوسط كبير ) وهذه الخديعة الكبير , المقصود منها شرق اوسط كثير الدويلات مما يعني تقسيم دول الشرق الاوسط الى دويلات ضعيفة ومتناحرة تسعى كل منها الى الاستقواء بالولايات المتحدة لضمان امنها وديمومتها .تتخلص اليات المشروع الامريكي في هذه المنطقة السابقة الذكر بالاضافة الى ما سبق ذكره في العمل على ايجاد ثلاث قوى اقليمية كبيرة في المنطقة تتمثل ( بقوة نفطية اي تتحكم بمصادر النفط , وقوة مائية تتحكم بمنابع المياه , وقوة عسكرية ضامنة في المنطقة ) تعمل جميعها لصالح العم سام الامريكي , شريطة الا تكون من القوى الثلاث عربية او اسلامية .ويمكن التصور ان القوة النفطية ستكون ايران ( الفارسية العلمانية ) بعد الحاق البصرة والكويت اليها , وهذا يعني ان ايران ستواجه انتفاضة جماهيرية تطيح بالنظام الديني وتأتي بنظام علماني , اما القوة المائية فستكون تركية ( أتاتوركية علمانية ) بعد استقرار نفوذها في المنطقة الاسيوية وهذا يستلزم انقلاب عسكري يطيح بالحزب الديني الاسلامي ويأتي بنظام عسكري علماني أتاتوركي , والقوة العسكرية الضامنة ستكون ( اسرائيل ) مما يعني أن تتمدد جغرافيا أوسع مما هي عليه الان وتمددها سيكون على حساب الضفة الغربية وشمال الاردن وغرب سوريا حتى حدود كردستان العراق.لعل ما سبق يمهد لنا تسليط الضوء على الأهداف الحقيقية من العدوان الوحشي والقوة غير المبررة المستخدمة اثناء العدوان على قطاع غزة فمن النتائج المباشرة للعدوان على غزة توقيع اتفاقية ( ليفني - رايس ) للتفاهمات الامنية والتي استقطبت سريعا كافة الدول الغربية تحت اخديعة اسمها ( منع تهريب الاسلحة من ايران او سوريا الى غزة ) أما حقيقة الأمر فيهي اتفاقية غلاف امني اطلسي يطوق المنطقة العربية برا وبحرا وجوا يمتد من الخليج العربي الى خليج عمان وخليج عدن فالبحر الاحمر , ومن شواطيء تركيا الى شواطيء سوريا ومصر وليبيا حتى موريتانيا ( على امتداد الشاطيء الجنوبي للبحر الابيض المتوسط ) بالاضافة الى القواعد الامنية واللوجستية لهذا الغلاف على امتداد الشاطيء الشمالي للبحر نفسه ( الشاطيء الاوروبي ) مما يجعل هذا الغلاف يسيطر امنيا وعسكريا على العالم العربي وعلى كل ما هو موجود ضمن هذا الغلاف كخطوة الى على الطريق .يكاد ينجح العدوان على غزة في تكريس حالة الانقسام السياسي والجغرافي بين القطاع والضفة الغربية تمهيدا لالحاق القطاع بمصر والضفة بالأردن لتمرير مشروع الثلاث دول ( مصر , الاردن , اسرائيل ) أي الغاء الدولة الفلسطينية كخطوة على الطريق ايضا وذلك لارغام مصر والأردن على قبول كنفدرالية الدول الثلاث , والا فالبديل هو فرض الوطني الفلسطيني البديل على حساب الجغرافيا الاردنية , وبما أن كلا الخيارين مرفوضين عربيا فان الغرب سيفتح ملف المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري وادانة النظام السوري وسيثير حالة من عدم الاستقرار الامني , في سوريا والضفة الغربية بحيث يشكل هذا الوضع رافعة وغطاء سياسي للقوات الاسرائيلية الى سوريا عبر هضبة الجولان ومشال الاردن الأم الذي يعني احتلال اسرائيلي لشمال الاردن وغرب سوريا حتى حدود كردستان العراق . وبذلك يتحقق العمق الجغرافي كقطب عسكري , يمثل هلال كامل مع القطب التركي والقطب الايراني .* وسنعود للحديث حول هذا المشروع ومستقبله بالتفاصيل في الاعداد القادمة وفق حلقات متسلسلة .

************************************************************

ان الجماهير لا تلتحم بالحركة الثورية الا عن وعي , بان ما تهدف الحركة لتحقيقه , هو ذاته ما تهدف الجماهير اليه , ان تطابق الطموح الحركي والجماهيري هو الرباط الصلب الذي يجعل الجماهير والطليعة ان ينظران الى لاأمور نظرة واحدة , ما دامت كل منهما تشعر في قرارة نفسها ان الاهداف والتطلعات لكليهما واحدة , وان هذه النظرة هي النظرة التي تعطي دفعا من القوة في نفوس الطليعة وفي نفوس الجماهير المتدفق , وان اي مسلكية تتنافى مع تأكيد التحام الحركة الثورة بالجماهير هي مسلكية منافية لقواعد السوك الثوري , ويجب على الأعضاء نقدها ومحاربته.... " فتح

اعرف عدوك " تسيبي ليفني

- ولدت في 5/7/1958م من عائلة بولندية الأصل من اليمين المتطرف- منذ مرحلة الدراسة الثانوية تجلت روح التطرف في قناعات تسيبي ليفني , حيث شاركمت في احتجاجات نظمتها شبيبة الليكود ضد زعيم حزب العمل مناحم بيغن قبيل توقيعه اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع مصر .- ادت الخدمة العسكرية وحصلت على رتبة ملازم اول , وقبل نهاية خدمتها العسكرية تلقت رسالة موقعة من رئيس جهاد الاستخبارات ( الموساد ) تحمل رغبة الجهاز في تجنيدها لما أظهرته من تميز في تنفيذ المهام , وكذلك اجادتها للغتين الفرنسية والانجليزية , فضلا عن مظهرها الاوروبي , وتقرر ارسالها ضمن وحدات الموساد العاملة في اوروبا في الفترة 1980-1984 وكانت في الثانية والعشرين من العمر وشهدت تلك الفترة اغتيال كوادر فتحاوية في ايطاليا واليونان , ويقول الصحفي شلومو نكديمون ان عميلات الموساد في اوروبا يلعبن دورا في تجنيد عملاء من الفلسطينين والعرب عامة وحتى من الاوروبيين من خلال الاغواء والاغراء- بعد اربع سنوات من خدمتها في الموساد عادت تسيبي ليفني للالتحاق بكلية القانون في جامعة تل ابيب وبعد تخرجها غيرت اتجاهها من المسار العسكري والاستخبارات الى مسار العمل الحزبي حيث نشطت في الليكود .- عينها بنيامين نتنياهو عام 1996 مديرا لقسم الشركات الحكومية في وزارته- انتخبت عام 1999 عضوا في الكنيست عن حزب الليكود- تولت اول منصب وزاري في اذار 2001 اذ اصبحت وزيرا للتعاون الاقليمي . وفي عام 2003 اصبحت وزيرا للاستيعاب , وكلفت في استقبال المهاجرين الجدد , وفي عام 2004 تولت الى جانب هذا المنصب حقيبة العدل- أصبحت وزيرا للخارجية في عهد شارون عام 2005 بعد انسحاب نتنياهو واعضاء حزب الليكود من الوزارة , وكانت من اوائل اعضاء الحكومة الذين انضمو الى شارون لتأسيس حزب كاديما الوسطي- بعد نجاح كاديما في انتخابات 2006 شكل أولمرت الوزارة وأسند اليها وزارة الخارجية- كانت من دعاة الانسحاب الاسرائيلي من غزة من طرف واحد وهي تؤيد ترسيم ( اسرائيل ) لحدودها من طرف واحد على ان تشمل القدس والكتل الاستيطانية في الضفة الغربية , كما تؤيد جدار الفصل العنصري وسط مسار يتوغل في عمق اراضي الضفة الغربية- حياتها الشخصية فيها اسرار كثيرة فلا يعرف أي شيء عن زوجها غير أنه صاحب مكتب دعاية يدعى نفتالي شينيغر , ولديها ولدين هما عومري 21 ويؤدي الخدمة العسكرية ويوفال 18 وهو على مقاعد الدراسة- نجاحها المتسارع أيقظ الشائعات وحرك الاقاويل , منها ما ورد في كتاب امريكي للصحفي جيلن كوسكر لمح فيه ان ليفني مثلية جنسيا ( شاذة ) وتعيش مع صديقة تدى ريندي بين , ومنا ما صرحت به وزيرة التعليم ( الاسرائيلي ) سابقا ليمود ليفنات بوجود علاقة ( سحاقية ) بين ليفني وكونداليزا رايس- ليفني المرأة الوحيدة التي تولت حقيبة الخارجية في الكيان الصهيوني بعد جولدا مائير , وهي مؤمنة ( باسرائيل الكبرى ) فقد حفرت خارطة ( اسرائيل الكبرى ) على قبر ابيها- كتب الكاتب الاسرائيلي جدعون ليفي في صحيفة هأرتس تحت عنوان (( جولدا الجديدة ) ان تسيبي تحاول استنساخ الخط المتشدد لجولدا مائير التي كانت تجاهر باستخفافها بالعرب وتقلل من اهمية التسوية معهم- أعلنت في اكثر من مرة رفضها أي حل وسط بشأن قضية اللاجئين الفلسطينين , رافضة عودة أي منهم , كما ترفض الانسحاب من القدس الشرقية , وتعتبر ان انسحاب ( اسرائيل ) الى حدود الرابع من حزيران 1967 كارثة وطنية , كما تعارض أي مفاوضات مع سوريا- تؤمن بالسحر والحدس والضن والتعاويذ , القت محاضرة حول السلام والديمقراطية في الدوحة في قطر بوجود وزراء خارجية عرب من ضمنهم الرئيس السوري , وحاورت فضائية الجزيرة لعدة ساعات ناقشت خلالها ضرورة الترويج الى جبهة اعتدال عربية تكون ( اسرائيل ) على رأس هذه الجبهة- تذكروا ان ليفني هي ابنة الارهابي (ايتان ليفني) القائد السابق لشعبة العمليات بمنظمة ( أيتسل ) الارهابية التي كان يقودها مناحم بيغن قبل عام 1948 , واشتهر ايتان بتخطيطه واشرافه على تنفيذ عمليات تدمير البنى التحتية للشعب الفلسطيني , فضلا عن مسؤوليته المباشرة عن تنفيذ العديد من المجازر لعل أبشعها مجزرة دير ياسين وعرف بين زملائه ب ( ايتان الرهيب ) تعبيرا عن بطشه بلا رحمة بالقرويين الفلسطينين , وكان ايتان نائب في الكنيست عن حركة ( حيروت ) وهي نواة حزب الليكود اليميني المتطرف .

***********************************

جنين لم تسقط .... ولكن الذخيرة نفذت

على أرض جنين عرس ... عرس شهيد ...الزغاريد رصاص ... الحناء دماء ... الأهازيج تغني مواويل الأرض... وأصحاب العرس شعب علّم الأعداء درساً ... سطر في صفحة التاريخ معنى الفداء ... وردّ كيد صهيون إلى نحره...من جديد تهلّ الذكرى السابعة للملحمة البطولية ... من جديد تطلّ علينا رياح النّصر الآتي من هناك من أرض الرباط والجهاد والمقاومة، من جنين العزّة والكرامة، على أرض فلسطين المباركة.. هنالك سطّر الدّم لغة النصر، وصنع السّيف ما عجزت عنه الجيوش الجرارة، هنالك مرّغ المقاومون أنوف قادة وجنرالات جيش العدو الصهيوني بالتراب، وأذاقوهم الرّعب والموت والويلات.. وهاهي تطلّ علينا، وتهلّ حاملة معها رياح الشهادة والانتصار.. فبرغم ما حلّ بأهالي مخيم جنين من دمار ومآسٍ، فإن نيسان لا يزال يحفّز في أعماقهم معاني الثورة والبطولة والاستعداد لمزيد من التضحيات والمواجهة.وفي هذه المعركة البطولية نعود لنستحضر من جديد دماء الشهداء التي صنعت النّصر وهزمت أسطورة «الجيش الذي لا يُهزم»..والتي ستبقى لعنة على الإحتلال وستضيء الطريق وتعبده وتمهده إن شاء الله نحو النصر المبين والقادم الذي لا ريب فيه، دماء الشهيد الجنرال محمود طوالبة والشيخ رياض بدير وأبو جندل وجميع الشهداء الأبطال الذين رووا بدمائهم الزكية وأجسادهم الطاهرة أرض جنين وكل فلسطين بالعزّة والكرامة والبطولة. تلك الثلة من الشباب المؤمن التي قادت المعركة أمام أعتى آلة عسكرية في العالم فشهد على صمودهم وثباتهم وشجاعتهم العدو قبل الصديق ...هؤلاء الشباب أثبتوا أن القضية لا يمكن أن تموت والمقاومة لا تنتهي بانتهاء شخص،فالمقاومة مستمرة مادام هناك فلسطيني يحلم بالعودة لأرضه المغتصبة .ففي نيسان 2002 حاول الإحتلال إجتياح المخيم بذريعة إنطلاق الإستشهاديين منه لتنفيذ عمليات داخل الأراضي المحتلة عام 1948 وذلك في إطار عملية واسعة أطلق عليها (السور الواقي) استهدفت الضفة الغربية كاملة والهدف منها القضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية ، فقد تصدت المقاومة في جنين ببسالة نادرة النظير للغزاة وأوقفت دباباتهم بعد أن فخخت كل شيء في طريقهم، فلجأ العدو إلى سياسة الحصار والقصف الجوي وتدمير منازل المخيم والإغتيالات والإعتقالات لكن ذلك كان من دون جدوى فلجأ شارون إلى سياسة التجويع فقطع الحليب عن الأطفال والمواد الغدائية والمياه والكهرباء عن المخيم وفرض حظراً إعلامياً مطبقاً، وأمام هذا الصمود البطولي والمنقطع النظير فقد الجيش الصهيوني صوابه وبدأ معركة لا تختلف كثيراً عن المعارك التاريخية المشهورة. أكثر من خمسماءة دبابة ومجنزرة وآلية مزودة بالمدفعية الثقيلة والرشاشات أحاطت بالمخيم من كافة مداخله، طائرات الأباتشي حلقت فوق سمائه وصبت حممها فوق رؤوس ساكني المخيم، و سلاح المدفعية يوجه قدائفه الثقيلة ضد المنازل، و رغم هذا أبى مخيم جنين إلا أن يسطر ملحمة في الشجاعة و الصمود رغم أنه يفتقر إلى الموقع الجغرافي الذي يمكنه من ذلك فهو يقع على أطراف سهل زراعي وتحيط بطرفه تلة مرتفعة مما يجعله عرضة للقصف و الإغارة كما أن الخطوط الدفاعية وخطوط الإمداد معدومة في هذا المخيم البطل ومن هنا لجأ العدو إلى إستخدام الجرافات العملاقة لتدمير المنازل الواحد تلوى الآخر والإستعانة بالمدافع والطائرات للقصف كان هو الأسلوب الوحيد الذي يسنح للصهاينة من التقدم بصعوبة بالغة، وبعدها باشر بارتكاب مجزرة بحق المدنيين لا تختلف عن تلك التي ارتكبها في صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982، فأسقطت قوات الإحتلال المنازل على رؤوس ساكنيها و قضت على الأسر عن بكرة أبيها و منعت سيارات الإسعاف و طواقمها من الوصول إلى المخيم فقضى عدد من الفلسطينيين نحبهم و هم ينزفون من دون أن يستثني رصاص الإحتلال المسعفين أنفسهم حيث سقط عدد منهم شهداء فترامت الجثث المتحللة وأصبحت تهدد المخيم بخطر الوباء بعد أن منع جيش الإحتلال دفنها فيما انتشرت الجثت المتفحمة التي أحرقها جيش الإحتلال داخل المخيم، و برغم كل الإجرام الصهيوني لم تتمكن قوات الإحتلال من اجتياح المخيم حتى نفذت ذخيرة المجاهدين البواسل الذين تمترسوا خلف إرادة جبارة و عزيمة لا يفتتها حصار و لا يرهبها أي كان. وفي المقابل كان الفلسطينيون في مخيم جنين يدركون وهلة الإقتحام, لذلك أعدوا العدة الكاملة و جمعوا كافة مجاهديهم ومقاتليهم في المخيم وغيره، وزودوا أنفسهم بمواد ناسفة كثيرة و رشاشات خفيفة و ثقيلة وزرعوا الألغام في كل مكان في مجاري المياه و الأزقة و السيارات القديمة و غيرها ، حتى الهواء لغمه المقاتلون في مخيم جنين ، فواجهوا العدو بعمليات نوعية و إستشهادية و خاضوا ضده معارك ضارية لدرجة أن بعض المجاهدين عندما نفدت ذخيرتهم قفزوا إلى الدبابات و بعضهم وصل به الأمر إلى الدخول بعراك بالأيادي مع الجنود الصهاينة و بعض الأشبال الذين صمدوا طلبوا ملء حقائبهم المدرسية بالعبوات الناسفة والبعض الآخر بقوا لمدة أربعة أيام بدون طعام أو مياه ، و النساء رغم علمهن بخطورة الموقف إلى أنهن آثروا البقاء من أجل إعداد الطعام للمجاهدين و المخاطرة بحياتهم لإيصال المياه لهم و رفع معنويات أبناءهن مما أدى إلى إعطاء دفعة كبير للصمود ، كما أن المجاهدين لم يصدروا أي أمر إلى السكان بالمغادرة أو البقاء و ترك الأمر لهم فكان موقفهم موقفاً مشرفاً فرفضوا تكرار النكبة من جديد ، نكبة اللجوء والنزوح و أصروا على البقاء و تحمل ما يتحمله المجاهدون . فمن الحوادث التي تبث رسوخ الشجاعة والقوة في الدفاع عن أرض الإسراء و المعراج لدى الأبطال المجاهدين ما حدث عندما كان ضابط صهيوني يحمل رتبة كولونيل يقف على باب أحد المداخل المؤدية إلى المخيم و يصرخ من أعماق قلبه إلى الجنود الذين ربط الخوف على قلوبهم فأراد أن يشير بنفسه لهم عن كيفية العبور من خلال خروجه من تحت الحائط الذي يختبئ تحته إلى الشارع المكشوف ظنا منه أنه سيزرع شيئا من القوة و الشجاعة في نفوس جنوده الجنباء، و ما أن أصبح في طرف الشارع المؤدي للمخيم حتى عاجله رصاص المجاهدين البواسل ، فإذا بواحدة تستقر في رقبته فخر صريعا و بقتله زُرعت هزيمة ماحقة في قلوب جنود الجيش المعروف بقوته و جبروته ، و ليزداد المخيم فخراً على فخر يوم انطلت خدعة المقاومين على ضباط أرادوا أن يعسكروا في بناية من ثلاث طوابق، كان المجاهدون في المخيم قد زرعوا في كل زاوية منها عبوة ناسفة و استجمع الجنود قواهم و قواتهم وعسكروا على ظهرها و داخل حجراتها ظناً منهم أنهم حصلوا على موقع استراتيجي سيمكنهم من قنص رجال المقاومة الشجعان، وما هي إلا دقائق حتى قام رجال المقاومة بتفجير المبنى عن بعد فأصبح نسيا منسيا ، فتناثرت الجثث في الشوارع والأزقة الشيء الذي دفع بقيادة جيش الإرهاب إلى أن تطلب من الصليب الأحمر الدولي التدخل لوقف إطلاق النار من أجل نقل الجرحى وأخد جثث القتلى . استمر الوضع على ما هو عليه في مخيم جنين و بقي بعض الرجال يقاومون العدو حتى الاستشهاد فارتفعت بعض الأصوات الدولية و ازدادت الضغوط على العدو الذي أسرع في عملياته للقضاء على من بقي في المخيم فقتل كل من طالته نيرانه و أسر كل من تمكن من أسره و قبل أن ينسحب - بعد أسبوعين من الإجتياح - نقل الشهداء على شاحنات ودفنهم في مقابر جماعية سرية لإخفاء مجزرته ولكن عبثا ً يحاول ... فكانت النتيجة أن قدم أهل المخيم 70 شهيداً ومئات الجرحى، وهدم 445 منزلاً، وشرد 5000 مواطن، ودمرت كافة البنى التحتية ( من كهرباء وماء وتلفون وأرصفة ) واعتقال 4000 مواطن، حتى قبور الشهداء لم تسلم من همجيتهم فقد تم تجريفها ، في المقابل قتل 33 جندياً وسقط أكثر من 150 جريحاً ، تلك هي جنين التي أسماها شارون (عش الدبابير) ولكن أبطالها يصرون على تسميتها بحزام النار وعاصمة الاستشهاديين وعرين المقاومة الذي لا ينهزم .فالإحتلال الصهيوني حاول أن يجعل من جنين نموذج للعقاب الجماعي لكسر إرادة الشعب الفلسطيني المجاهد ، لقد تعمد الإحتلال إحداث هذا المستوى من القتل والتدمير ليرهب شعبنا الفلسطيني الأبي في كل مكان و ليكسر إرادة الصمود عنده و ليظهر له أن كل مخيم أو مدينة أو قرية يحاول أن يسير على طريق مخيم جنين سيعاقب بمثل هذا العقاب و ليثبت لهم أن صمودهم لن ينفع لكن أهالي جنين العظماء لم يسمحوا للإحتلال أن يحقق أحلامه و كسروها على أبواب مخيمهم فأعادوا الحياة إلى المخيم مباشرة بعد الإجتياح و رفعوا رايات المقاومة فوق الأنقاض و أكدوا أنهم في صف واحد فقد توحدت جميع فصائل المقاومة تحت مسمى (المقاومة الوطنية والاسلامية الموحدة) وقسمت المحاور والمجموعات ووضعت آلية للتعاون فيما بينها و تبادل المعلومات، فمعركة مخيم جنين ما كانت لتحقق انتصاراتها لولا وحدة الموقف والصف والقرار والنضال ، فالوحدة التي نحن بأمس الحاجة إليها اليوم كانت عنوان الانتصار التي يجب أن نستمد منها العبر لإعادة ترتيب أوضاع الساحة الفلسطينية ومواصلة المسيرة لأن المعركة لم تنتهي بعد ولا زالت مستمرة حتى النصر . فعلى الرغم من كل النقاط السوداء وكل مشاهد الذل والخذلان في حاضرنا العربي والإسلامي الاّ أنه ما زالت هناك نقاط مضيئة تستحق أن نفتخر بها ... معركة استحق الفلسطينيون أن ينحني العالم لهم إجلالاُ وإكبارا .... معركة أعلنت للعالم فشل اجتياح العدو للمخيم، و سطر هذا المخيم الصغير بمساحته، الكبير برجاله البواسل أعظم البطولات على مدى ما يزيد عن عشرة أيام وأثبث برجاله ونسائه أن الإيمان والتصميم والإرادة هي التي تصنع المعجزات، فالجيوش العربية في حزيران 1967 لم تصمد أكثر من ستة أيام فقدت خلالها الأمة الضفة الغربية وسيناء والجولان، في حين أن هذا المخيم المتواضع مساحة وأسلحة والعظيم برجاله والمفعم بالشجاعة والصمود صمد ما يزيد عن عشرة أيام، كانت يمكن أن تمتد أكثر من ذلك لولا نفاذ ذخيرة الفدائيون ، فبعد كل هذا الصمود الباسل تبقى الإرادة شامخة لم ولن تنكسر .هكذا لم ينحن مخيم جنين و بقي مرفوع الجبين ممهدا للنصر المبين للشهداء الرحمة .... ولنا على الدرب البـــقاء.....جنين لا تحـــــزني ...... لا تســـــألي .....كيف صارت الرجـــــــــــــال نســاء

الشهيد القائد يوسف أحمد قبها


الشهيد القائـــــــــــــد أبو جندل قائد معركة جنين
كان الشهيد يوسف أحمد ريحان
قبها "أبو جندل"، يدرك جيدا أن نتيجة قراره الرافض لتوسلات عدد من النسوة في مخيم جنين، خلع زيه العسكري والتنكر بثياب امرأة، ستكون إعدامه برصاص قوات الاحتلال، بعد أن قاد معركة المقاومة في المخيم حتى نفاذ ما كان بحوزته من ذخيرة وطعام وماء.وأقسم أبو جندل, من بلدة يعبد، على الاستشهاد في سبيل الله ودفاعا عن المخيم بوجه قوات الاحتلال الإسرائيلي التي شنت هجوما عسكرياً واسعاً عليه، فجر الثالث من نيسان لعام الفين واثنين، وخلفت من ورائها آلاف المشردين ممن هدمت منازلهم، ودماراً هائلاً في سائر مرافق البنية التحتية.في أواخر العام 81، يقول ناهد, الشقيق الأصغر للشهيد أبو جندل، أن شقيقه يوسف قرر السفر إلى الأراضي الأردنية ومنها إلى السورية وبعدها إلى لبنان على أمل الالتحاق بصفوف قوات الثورة الفلسطينية.ولم تمض سوى عدة شهور على التحاق أبو جندل بصفوف الثورة، حتى تسلم قيادة مجموعة
"أطفال الآر.بي.جي" في مخيم الرشيدية خلال الاجتياح الإسرائيلي للأراضي اللبنانية في العام 82.وخلال ذلك الاجتياح يقول شقيقه أن أبو جندل، نفذ هجوماً نوعياً ضد أهداف إسرائيلية، برفقة مجموعة مكونة من ثمانية أشبال، استشهد سبعة منهم، بينما أصيب هو بجراح خطيرة، وعثرت عليه قوة من الكتائب المسيحية اللبنانية التي نقلته بدورها إلى أحد المستشفيات اللبنانية حيث جرى احتجازه، إلا أنه جرى تهريبه إلى سوريا بمساعدة فتاة فلسطينية كانت تعمل في بعثة منظمة الصليب الأحمر الدولي.واستقر أبو جندل في سوريا لفترة قصيرة، انتقل بعدها إلى العراق حيث انضم إلى قوات "عين جالوت"، وتولى قيادة معسكر للتدريب، لينطلق بعدئذ إلى الأردن مرة أخرى حيث اعتقل لمدة ثمانية شهور، تزوج بعدها من فتاة من أقاربه، عاد بها في العام 94 إلى أرض الوطن.وفي فلسطين كانت أريحا المحطة الأولى للشهيد أبو جندل الذي شغل فيها موقع مدرب لمجموعات قوات الأمن الوطني، ومن ثم انتقل إلى بيت لحم حيث تسلم قيادة القوة التنفيذية لتلك القوات، حتى انتقل إلى مدينة جنين بعد اتهامه من قبل إسرائيل بقتل أحد جنودها وإصابة آخرين خلال اشتباك مسلح في محيط "قبة راحيل".وطلبت إسرائيل من السلطة الوطنية تسليمها أبو جندل بذريعة قتل الجندي وإصابة آخرين، إلا أن السلطة رفضت الطلب الإسرائيلي، وجرى نقله إلى جنين التي اتهمته سلطات الاحتلال بإصابة مسؤول الارتباط العسكري الإسرائيلي فيها بمقتل، خلال اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن الفلسطيني وقوات الاحتلال، في العام 96.وشغل أبو جندل عدة مهام في صفوف قوات الأمن الوطني، حتى بدأت قوات الاحتلال، تحشد المئات من الآليات الثقيلة، على مشارف المخيم، تمهيداً لاجتياحه في الثالث من شهر نيسان، حيث قرر أبو جندل برفقة مجموعة "الأهوال" التي قادها التوجه إلى المخيم الذي انضم إليه فيه العشرات من المقاتلين ممن وضعوا أنفسهم تحت إمرته.في الليلة التي سبقت الهجوم الإسرائيلي، قام أبو جندل برفقة عدد من أبرز المقاومين من بينهم الشهيدين محمود طوالبة القيادي البارز في "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وزياد العامر قائد كتائب "شهداء الأقصى" الذراع العسكري لحركة فتح، بتوزيع المقاومين على شكل مجموعات وخطوط دفاعية لمواجهة الغزو الإسرائيلي.يقول أحد الجنود ممن كانوا تحت إمرة أبو جندل في معركة مخيم جنين، "كان أبو جندل يتمتع بمعنويات عالية، فقد أقسم على الاستشهاد في سبيل الله ودفاعاً عن المخيم، ولم يكن يتعامل معنا كجنود تحت إمرته، وإنما كأصدقاء له ".ويضيف الجندي الذي يفضل عدم ذكر اسمه "لم يكن هناك مكان محدد يمكن أن يتواجد فيه أبو جندل، وإنما كان يحرص على تفقد مجموعات المقاومين في سائر المواقع داخل المخيم، ليحثهم على الاستبسال في مقاومة الاحتلال حتى النصر أو الشهادة ".ووضع أبو جندل في اليوم الذي سبق الغزو الإسرائيلي، خطة تمكن المقاومين من مواجهة قوات الاحتلال، ومنعها من دخول المخيم، وذلك من خلال تعمده توزيع المجموعات بأعداد قليلة من المقاومين، على شكل كمائن على مشارف المخيم، بما يمكنهم من إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر في صفوف القوات الغازية.وعندما بدأت قوات الاحتلال في ساعات الفجر الأولى من الثالث من الشهر الماضي، بالتقدم نحو المخيم تحت وابل كثيف من النيران، أعطى أبو جندل تعليماته للمقاومين بعدم مغادرة مواقعهم، مهما كلفهم الأمر، والاعتماد على نظام شن الهجمات السريعة التي تلحق أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف قوات الاحتلال.وكانت المنطقة الغربية من المخيم أولى نقاط الاحتكاك والمواجهة مع قوات الاحتلال، حيث كان أبو جندل على رأس عدد من المقاومين الذين تمكنوا في اليوم الثاني من الغزو من قتل وإصابة عدد من الجنود ممن اقتحموا أحد المنازل في تلك المنطقة، وفوجئوا بمحاصرتهم من كافة الجهات من قبل المقاومين.في ذلك اليوم وذات المنطقة، يروي أحد رفاق أبو جندل في السلاح، فيقول "أصيب أحد المقاتلين وهو طارق دراوشة من مخيم الفارعة برصاص متفجر أطلقه قناص إسرائيلي، وكان على بعد 100 متر من أبو جندل الذي كان شديد التأثر عليه، فقرر الانتقام له من قاتليه عبر شن هجمات مركزة على المنزل الذي كان هؤلاء يتحصنون بداخله، قبل أن تبدأ المروحيات القتالية بقصف محيط المنزل بالصواريخ ".وعاود أبو جندل مرة أخرى بمشاركة المئات من المقاومين، الخروج على مدار ليالي الأيام الستة الأولى من الهجوم الإسرائيلي، على التواجد في أزقة المخيم على شكل مجموعات تطلق في آن واحد صيحات "الله أكبر"، وذلك بهدف التخفيف عن المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ ممن كانوا يتواجدون داخل منازلهم التي كانت هدفاً للقصف والتجريف.ولا يزال ذلك الرفيق الذي اكتفى بالتعريف على نفسه باسم "وائل" يتذكر تلك اللحظات القاسية التي كانت فيها الدبابات والمروحيات الإسرائيلية تقصف حيي "الدمج"و" الحواشين" بالقذائف والصواريخ، بينما كانت البلدوزرات تهدم المنازل وتتقدم باتجاه منازل كان يتحصن بداخلها نحو 100 مقاتل.ويضيف وائل "في تلك اللحظات خرج أبو جندل من بيننا وبيده قذيفة (آر.بي.جي) واحدة، قرر إطلاقها ليس باتجاه إحدى الدبابات، وإنما باتجاه جرافة عسكرية كانت تهدم المنازل من حولنا، فأصابها بشكل مباشر، ما أدى إلى احتراق أجزاء منها وتراجع الدبابات والجرافات، وبالتالي توقف مؤقت لعمليات التجريف، وإنقاذ حياة المقاتلين المائة ممن كانوا على إدراك أن الجرافات لن تكف عن أعمال التجريف حتى تهدم المنازل على رؤوسهم ".ويتابع وهو يمسح الدموع عن وجنتيه "كان مبدأ أبو جندل يرتكز على (أن الهجوم خير وسيلة للدفاع)، وكان يحرص على مهاجمة كل منزل يحتله جنود الاحتلال والاستيلاء عليه بهدف توسيع رقعة المقاومة، وكان يتمتع بمهارة عسكرية عالية أهلته لأن يكون قائداً ميدانياً فذا".يقول وائل "في اليوم السابع من الهجوم الإسرائيلي، حضر إلينا أبو جندل، وأعطانا الأوامر بشن هجمات واسعة على جميع المواقع العسكرية الإسرائيلية في المنطقة الشرقية من المخيم، وغادر عند الثانية بعد الظهر، حيث كان ذلك اللقاء الأخير ".وفي اليوم العاشر من الهجوم الإسرائيلي، حيث نفذت الذخيرة من المقاتلين كما نفذ الطعام والماء، توجهت بعض النسوة من المخيم إلى الشهيد أبو جندل برجاء أن يخلع زيه العسكري، ويتنكر بثياب امرأة تمكنه من الخروج بسلام من المخيم، والنجاة من جنود الاحتلال. إلا أن أبو جندل كان يرفض بشدة تلك التوسلات، ويبدي اعتزازه بزيه العسكري الذي أصر على عدم خلعه رغم أنه كان بإمكانه فعل ذلك، حتى أصيب واعتقلته قوات الاحتلال التي وضعته وسط المخيم، وأعدمته رمياً بالرصاص شأنه في ذلك شأن العشرات من المواطنين ممن أعدمتهم قوات الإحتلال الإسرائيلي
الحرب النفسية
كلمة الحرب النفسية اصطلاح متبادل وهو يعبر عن مفهوم قديم قدم الإنسانية ويقصد بالحرب النفسية السعي نحو تحطيم الثقة في الذات , وهي ليست مجرد تغيير رأي أو تعميق علاقة ولاء , بل إنها تحويل الموقف حيث يفقد الفرد كل الثقة في ذاته وفي الآخرين . وترتبط مجموعة من الاصطلاحات بشكل أو بآخر بمفهوم الحرب النفسية ومنها:
1. الإعلام وحرب المعلومات (وهي عملية الاتصال النفسية التي ليس لها من هدف سوى نقل الخبر الصحيح دون مبالغة).
2. الدعوة / نوع من تعميق علاقة الولاء , وهي نقل سلوك الفرد من مستوى سطحي إلى مستوى التفاعل الكلي الشامل الذي يستوعب الذات الفردية في جميع مظاهرها السلوكية .
3. عملية غسل الدماغ/ التعامل مع الذات الفردية بقصد تحويل تلك الذات الفردية إلى جرثومة ناقلة للعدوى الفكرية من خلال عملية تحلل في مقومات الشخصية وإعادة تشكيلها بما يتفق مع هذه الوظيفة .
4. التسمم السياسي / وهو يعني غرس القيم الجديدة ومن خلالها تتم إعادة تشكيل نظام القيم السائدة لتتزحزح القيم العليا إلى مرتبة ثانية لتحل موضعها القيم الداخلية وغير المعبرة عن التقاليد التاريخية . المصطلحات السابقة و تحديدا الحرب النفسية كانت أداة من أدوات القتال ترافقه الصراع الجسدي العنيف, أو تحل محله في مواقع كثيرة فالحرب النفسية:
1. هي حرب أو قتال, وككل حرب فان جميع الوسائل تصبح مشروعة.
2. هي حرب ومعنى ذلك أنها توجه العدو وأنها تفرض طرفا مهاجما وآخر مدافع.
3. إن القاعدة المعروفة في القتال وهي أن الهجوم خير وسيلة للدفاع تظل صحيحة ومطبقة أيضا في الحرب النفسية.
4. ككل حرب يفترض وجود خطة واضحة (قيادة, أهداف, أدوار, ومراحل ) و كما أن القتال هو قائد وجندي و سلاح
************************************
الثورة وهي التي تتحمل أعباء المسيرة بايجابياتها وسلبياتها
مما يجعل الطلائع قادرة على تقييم تجاربها والأستفادة من الأخطاء وليس الهرب منها والقاء تبعتها على الجماهير فتح وأعضاء الحركة الثورية في المنظمات الجماهيرية يتحملون العبء الأكبر في الثورة حيث أنهم يرفدون التنظيم والقوات والمليشيا والمكاتب الحركية بالطاقات والقدرات الخلاّقة .. وهم الذين يلتحمون بصورة أكثر فاعلية مع كافة الجماهير حيث أنهم يعايشون الجماهير يوميا . وهم المطالبون بحل مشاكلهم وتحقيق مطالبهم . الى جانب أنهم القيادة المحركةللجماهير والتي تتحمل جزءاً كبيرا من مهمة التعبئة السياسية والتنظيمية والعسكرية للجماهير .. ان تعبئة الجماهير كقاعدة من قواعد السلوك الثوري تفرض على أعضاء الحركة الثورية أن يعيشوا مع الجماهير ويعايشوها في كافة أفراحها وأتراحها وأن يبنوا بينهم وبين الجماهير جسراً من الثقة المطلقة .. وبذلك تسهل مهمة التعبئة الجماهيرية ويصبح مردودها أكثر ايجابية وفاعلية
******************************************

شات العاصفة