Tuesday, 5 January 2010

اطلالة عامة على المشروع الامريكي

في اعقاب نهاية الحرب الباردة التي شهدها العالم بين القوتين الاعظم ( التكتل الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي والتكتل الراسمالي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ) في اواخر ثمانينات القرن الماضي والتي امتدت نحو نصف قرن , والتي كان ابرزها يتمثل بسباق التسلح بين القطبين والسباق الاستخباراتي واللوجستي , الامر الذي ادى الى انهيار المنظومة الاقتصادية للكتلة الشرقية , واعلان نهاية هذه الحرب من قبل القيادة السوفيتية تحت شعار ( ضرورة اعادة البناء - البروسترويكا ) , اصبحت الولايات المتحدة قوة تبحث عن هدف جديد.لما كانت الاطماع الامريكية الهادفة الى السيطرة على العالم كقطب اوحد دائم . ولما كانت تعلم ان السيطرة على العالم بالضرورة السيطرة على بوابة الشرق الاوسط من خلال السيطرة على خيراته ومقدراته ( الطاقة , الايدي العاملة الرخيصة , الاسواق الاستهلاكية ) بالاضافة الى ممراته ومضائقه البرية والبحرية والجوية التي تتحكم بحركة النقل على مستوى العالم . فقد سارعت هذه القوة بالاعلان ان هدفها القادم هو الاصولية الاسلامية .وضعت امريكا لتحقيق هذه الغاية عدد من البرامج والاليات المتتالية وسارعت الى التنفيذ حيث تم استقطاب عدد جديد من دول اوروبا الشرقية المنفكة عن الاتحاد السوفييتي السابق ليكونوا اعضاء في الحلف الاطلسي . وهذا يعني اقتراب الناتو من ابواب الشرق الاوسط , ثم كان ايجاد القواعد الامريكية في قلب المنظومة العربية من خلال سيناريو تحرير الكويت من ايدي القوات العراقية عام 1991 , ومن ثم تفكيك الاتحاد اليوغسلافي الى سبع جمهوريات متنازعة , واقامة قواعد الاطلسي على الاراضي اليوغسلافية ضمن مشروع ( قانون الحماية ) , ثم انزال القوات الاطلسية في قلب اسيا الوسطى ( افغانستان ) لتفتيت اي حلف قد ينشاء بديلا عن الاتحاد السوفييتي , وكرأس جسر يمكن من تعبئة الفراغ خلفه في المراحل اللاحقة ومن ثم احتلال العراق وتفتيته واقامة قواعد عسكرية امريكية الاكبر في قلب الشرق الاسوط على الاراضي العراقية ( ضمن اتفاقية الحماية الامنية ) .ترافق ذلك مع مشروع اعلامي متزامن معه عملت الولايات المتحدة الامريكية من خلاله على تهيئة الامة العربية والاسلامية تقافيا واعلاميا لتسهيل تمرير مشروعها وتحقيق اهدافها فاستبدلت تسمية الوطن العربي باسم ( الشرق الاوسط ) وبذلك تصبح تركيا وايران واسرائيل جزء من الجغرافيا العربية ويمكن قبولهم في اللوحة العربية كما تعزل هذه التسمية المشرق العربي عن المغرب العربي , وبعد ذلك طورت الادارة الامريكية هذا الاسم الى ( شرق اوسط جديد ) بمعنى تغيير الثقافة العربية وطمس حضارة العرب , وادخال ثقافة العولمة والمدنية الغربية مكان ثقافة المنطقة مما يعني فصل العرب عن تاريخهم , واسقاط هويتهم وتذويب شخصيتهم , ولتسهيل قبول اي تغييرات قادمة .اخيرا طورت الادارة الامريكية هذا الاسم ليصبح ( شرق اوسط كبير ) وهذه الخديعة الكبير , المقصود منها شرق اوسط كثير الدويلات مما يعني تقسيم دول الشرق الاوسط الى دويلات ضعيفة ومتناحرة تسعى كل منها الى الاستقواء بالولايات المتحدة لضمان امنها وديمومتها .تتخلص اليات المشروع الامريكي في هذه المنطقة السابقة الذكر بالاضافة الى ما سبق ذكره في العمل على ايجاد ثلاث قوى اقليمية كبيرة في المنطقة تتمثل ( بقوة نفطية اي تتحكم بمصادر النفط , وقوة مائية تتحكم بمنابع المياه , وقوة عسكرية ضامنة في المنطقة ) تعمل جميعها لصالح العم سام الامريكي , شريطة الا تكون من القوى الثلاث عربية او اسلامية .ويمكن التصور ان القوة النفطية ستكون ايران ( الفارسية العلمانية ) بعد الحاق البصرة والكويت اليها , وهذا يعني ان ايران ستواجه انتفاضة جماهيرية تطيح بالنظام الديني وتأتي بنظام علماني , اما القوة المائية فستكون تركية ( أتاتوركية علمانية ) بعد استقرار نفوذها في المنطقة الاسيوية وهذا يستلزم انقلاب عسكري يطيح بالحزب الديني الاسلامي ويأتي بنظام عسكري علماني أتاتوركي , والقوة العسكرية الضامنة ستكون ( اسرائيل ) مما يعني أن تتمدد جغرافيا أوسع مما هي عليه الان وتمددها سيكون على حساب الضفة الغربية وشمال الاردن وغرب سوريا حتى حدود كردستان العراق.لعل ما سبق يمهد لنا تسليط الضوء على الأهداف الحقيقية من العدوان الوحشي والقوة غير المبررة المستخدمة اثناء العدوان على قطاع غزة فمن النتائج المباشرة للعدوان على غزة توقيع اتفاقية ( ليفني - رايس ) للتفاهمات الامنية والتي استقطبت سريعا كافة الدول الغربية تحت اخديعة اسمها ( منع تهريب الاسلحة من ايران او سوريا الى غزة ) أما حقيقة الأمر فيهي اتفاقية غلاف امني اطلسي يطوق المنطقة العربية برا وبحرا وجوا يمتد من الخليج العربي الى خليج عمان وخليج عدن فالبحر الاحمر , ومن شواطيء تركيا الى شواطيء سوريا ومصر وليبيا حتى موريتانيا ( على امتداد الشاطيء الجنوبي للبحر الابيض المتوسط ) بالاضافة الى القواعد الامنية واللوجستية لهذا الغلاف على امتداد الشاطيء الشمالي للبحر نفسه ( الشاطيء الاوروبي ) مما يجعل هذا الغلاف يسيطر امنيا وعسكريا على العالم العربي وعلى كل ما هو موجود ضمن هذا الغلاف كخطوة الى على الطريق .يكاد ينجح العدوان على غزة في تكريس حالة الانقسام السياسي والجغرافي بين القطاع والضفة الغربية تمهيدا لالحاق القطاع بمصر والضفة بالأردن لتمرير مشروع الثلاث دول ( مصر , الاردن , اسرائيل ) أي الغاء الدولة الفلسطينية كخطوة على الطريق ايضا وذلك لارغام مصر والأردن على قبول كنفدرالية الدول الثلاث , والا فالبديل هو فرض الوطني الفلسطيني البديل على حساب الجغرافيا الاردنية , وبما أن كلا الخيارين مرفوضين عربيا فان الغرب سيفتح ملف المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري وادانة النظام السوري وسيثير حالة من عدم الاستقرار الامني , في سوريا والضفة الغربية بحيث يشكل هذا الوضع رافعة وغطاء سياسي للقوات الاسرائيلية الى سوريا عبر هضبة الجولان ومشال الاردن الأم الذي يعني احتلال اسرائيلي لشمال الاردن وغرب سوريا حتى حدود كردستان العراق . وبذلك يتحقق العمق الجغرافي كقطب عسكري , يمثل هلال كامل مع القطب التركي والقطب الايراني .* وسنعود للحديث حول هذا المشروع ومستقبله بالتفاصيل في الاعداد القادمة وفق حلقات متسلسلة .

************************************************************

ان الجماهير لا تلتحم بالحركة الثورية الا عن وعي , بان ما تهدف الحركة لتحقيقه , هو ذاته ما تهدف الجماهير اليه , ان تطابق الطموح الحركي والجماهيري هو الرباط الصلب الذي يجعل الجماهير والطليعة ان ينظران الى لاأمور نظرة واحدة , ما دامت كل منهما تشعر في قرارة نفسها ان الاهداف والتطلعات لكليهما واحدة , وان هذه النظرة هي النظرة التي تعطي دفعا من القوة في نفوس الطليعة وفي نفوس الجماهير المتدفق , وان اي مسلكية تتنافى مع تأكيد التحام الحركة الثورة بالجماهير هي مسلكية منافية لقواعد السوك الثوري , ويجب على الأعضاء نقدها ومحاربته.... " فتح

0 comments:

Post a Comment

شات العاصفة